top of page
  • zainab alfaqeer

كيف يشكل التزييف العميق تهديدات على الأمن والمعلومات وحماية الخصوصية ؟

تاريخ التحديث: ٢٢ مارس






لم تعد مقاطع الفيديو والصور مصدرًا موثوقًا به كما كانت في السابق مع انتشار تقنيات التزييف العميق في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها الآن، ففي نظرة مستقبليه لشكل ما هو قادم يُقدر الخبراء ان 90٪ من المحتوى على الانترنت بحلول عام 2026 سيتم انشاءه من خلال الذكاء الاصطناعي، وهذا سُيسهم في تطور تقنيات جديدة من التزييف العميق لتصبح اكثر تعقيدا وقدرة على إنتاج محتوى يُطابق المحتوى الأصلي الأمر سيتطلب برامج عالية الدقة لكشف عمليات التزييف.

ليست الفكرة في التزييف العميق في كونها صور مُعدله فهذا ليس بجديد، أنما تكمن الفكرة في السياق الذي توضع فيه والغرض من انشائها والتوقيت والفئات والمنصات التي تستهدفها والأخطر في هذا كله في أن هذه التتقنيات العالية الدقة وصلت لمستوى الغت فيه الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال وهو ما يشكل صعوبة على المستخدم العادي في القدرة على التميز بين المحتوى الاصلي والمزيف


يُقدر الخبراء ان 90٪ من المحتوى على الإنترنت بحلول عام 2026 سيتم إنشاءه من خلال الذكاء الأصطناعي

ما هو التزييف العميق


يُعرف "التزييف العميق" هو انتحال شحصية بشرية باستخدام إحدى انواع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تستخدم لإنتاج أو للتعديل على الوسائط الرقمية من صوت أو صورة أو فيديو ليتغير مضمونه ومعناه بالكامل ويصعب تميزه عن المحتوى الأصلي وذلك من خلال استخدام خوارزميات التعلم العميق. وتختلف الأغراض من وراء عمليات التزييف العميق، ففي البدايات استخدمت على نطاق واسع في الألعاب الإلكترونية ثم تدريجيا بدأت تستخدم في قوالب السخُرية والفُكاهه ثم تطورت بشكلا مُلفت في السنوات القليلة الماضية لتستخدم في عمليات الأبتزاز والإحتيال وتوظيفها للتلاعب السياسي أو لنشر معلومات مضللة وأخباركاذبة، وتندرج انواع التزييف العميق في النماذج التالية :

  • تبديل الوجوه: كتركيب وجه شخص مكان شخص آخر في فيديو او صورة.

  • التلاعب في الصوت: استخذام صوت شخص في تسجيلات صوتيه او كان يبدو هو الذي بتحدث في الهاتف

  • التلاعب في الفيديو: وضع شخص مكان اخر كان هو من قام بهذا السلوك او الفعل


تأثير التزييف العميق في نشر المعلومات المضللة


في عصر المعلومات الذي نعيشه الآن بات الوصول للمعلومات الحقيقية ليس بالأمر السهل فحجم الإخبار الكاذبه والإشاعات في أزدياد مع وجود وتطور تقنيات التزييف العميق الذي جعل الامر اكثر تعقيدا وهو ما يشكل تهديدا كبيرا في الثقة في وسائل الإعلام ذات المصداقية

فالتزييف العميق يدخل بشكلا كبير في نشر المعلومات المضللة والدعاية على نطاق واسع وذلك للتأثير على الرأي العام أو على الخطاب السياسي بالإإضافة لدعم خطاب الجماعات المتطرفة أو الإرهابية او في تأجيج الاضطرابات الاجتماعية والاستقطاب السياسي و التأثير في مجريات الانتخابات.

في مارس 2022 انتشر مقطع فيديو بشكل واسع النطاق على منصات التواصل الأجتماعي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنكسي وهو يأمر جنوده بإلقاء السلاح والإستسلام ولم يكن ذلك سوى فيديو مُفبرك له وذلك في وقت تخوض فيه اوكرانيا حربًا مع روسيا، الأمر الذي دعا الرئيس الأوكراني للرد في مقطع فيديو عبر حسابه على تيلغرام لنفي تلك المعلومات.




ولمحاربة المعلومات المضللة، تقول نينا شيك وهي مستشارة سياسة ومتخصصة في كيفية إعادة تشكيل التكنولوجيا للسياسة في القرن الحادي والعشرين ومؤلفة كتاب "Deepfakes and the Infocalypse" إن مشكلة التزييف العميق تُمثل خطرًا وشيكًا على المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ولمحاربة مشكلة المعلومات المُظللة الناتجة عن التزييف العميق فأنه يتعين علينا وضع استراتيجيات إستباقية حيث لا بد أولا من إدراك مخاطر التزييف العميق وإيجاد لغة مشتركة في وضع حلول لتداعيات التزييف العميق التي لا تكون على الصعيد المحلي بل العالمي أيضًا .وترى شيك أن دعم الصحافة بات أكثر من أي وقت مضى ضرورة مستعجلة لإيجاد صحافة ذات مصداقية وثقة عند الجمهور بالإضافة إلى دور خدمات التحقق من الحقائق التي تلعب دورا بالغ الأهمية لكل مجتمع في التوعية والتحذير من المعلومات المُظللة.



التأثير علي السمعة وحماية الخصوصية


ان تأثير التزييف العميق على حماية الخصوصية عميق ومتعدد الاوجه، فمن خلال استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفه يُمكن هذا المتسللون من الوصول للمعلومات الشخصية من صور وفيديوهات و التعديل عليها وتركيبها مثلا في مواد اباحية غير توافقية وهذا يتسبب في ضرر كبيرا على السمعه وانتهاك للخصوصية، كما يمكن استخدام هذه المعلومات في تزوير الهويات الشخصية للاحتيال والووصول للحسابات البنكية، وتمكن برامج التزييف العميق ايضا من تقليد صوت شخص وبالتالي لعب دور شخص معين على الهاتف مثلا وتقديم معلومات حساسه تؤثر على عمل او مكانت الشخص الضحية.

في سبتمبر 2019، اجرت شركة Sensity وهي شركة أبحاث متخصصة في التحقق من عمليات التزييف العميق على الانترنت بحثا؛ لتتبع مقاطع الفيديو المزيفة عبر الإنترنت وتبين أن ما لا يقل عن 90٪ منها هي عبارة عن مقاطع فيديو إباحية مُفبركة لشخصيات مشهورة ولأشخاص تمت سرقة صورهم من وسائل التواصل الاجتماعي والتعديل عليها وتركيبها في محتوى أباحي .

وقبل ايام فقط في بلدة ألمندراليخو في جنوب إسبانيا ، وقعت اكثر من ٢٠ فتاة تتراوح اعمارهن بين 11 و 17 عاما ضحية نتيجة نشر صور لهن عاريات على مواقع التواصل الاجتماعي تبين ان هذه الصور تم التعديل عليها باستخدام برامج الذكاء الاصطناعي دون علم الفتيات، فقد تم سحب صورهن الشخصية من مواقع التواصل الاجتماعي والتلاعب بها ومعالجتها من خلال تطبيق يجرد الشخص من ملابسه الامر الذي تسبب لهن في اذى نفسي و تشويه سمعتهن .




تأثير التزييف العميق في تسهيل الجريمة وأنعدام الأمن


نشرت مجلة فوربس الامريكية حادثة حول قضية أحتيال تم من خلالها استخدام تقنية التزييف العميق للصوت والاحتيال على رئيس تنفيذي لبنك مقيم في بريطانيا بتقليد صوت مسؤول في البنك وسرقة ما يقرب من 250 ألف دولار من أموال الشركة وهذه واحده من جرائم تُستخدم فيها تقنية التزييف العميق في الاحتيال والسرقة

في نظرة استشراقية يراها مختبر يوربول للابتكار نظمها مع عدد من وكالات اتفاذ القانون و وخبراء استراتيجيين في مجال التكنولوجيا والأبتكار حول التأثير المحتمل لتكنولوجيا التزييف العميق على إنفاذ القانون والأثر الذي سيتركه على واقع حياتنا وكيف يمكن الأستعداد له ومواجهته؛ خلصوا إلى أن تقنيات التزييف العميق تتطور بشكلا هائل يدعو للقلق لتصبح أكثر تعقيدًا وان العواقب التي ستتركها سيكون لها أثر كبير على مجريات حياتنا .ويظهر التقرير أن تقنية التزييف العميق يمكن أن تُسهل الأنشطة الإجرامية المختلفة، بما في ذلك:

  • مضايقة أو إذلال الأفراد عبر الإنترنت.

  • ارتكاب أعمال الابتزاز والاحتيال.

  • تسهيل عمليات الاحتيال في المستندات والوثائق الرسمية كا الهوية وجوازات السفر

  • استغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت

  • تزوير أو التلاعب بالأدلة الإلكترونية لتحقيقات العدالة الجنائية.

  • تعطيل الأسواق المالية.

القالب الاخر الذي تستخدم فيه تقنيات التزييف العميق في التأثير على الامن والاستقرار الداخلي، فباستخدام تقنية التزييف العميق، يمكن للناس تصوير ضباط شرطة واظهارهم بشكل زائف وهم يرتكبون مخالفات من أجل تشويه سمعة الشرطة أو حتى التحريض على العنف ضدهم في وقت يشهد فيه العالم فجوة النعدام الثقة في السلطة والامان



كيف للمستخدم العادي التحقق من التزييف العميق


ربما يتبادر إلى ذهنك الأن، هو كيف في ظل هذا الزخم من المعلومات على الإنترنت والإخبار المنتشرة من وسائل إعلام مختلفة آن تتحق من صحة الوسائط الرقمية التي تتعرض لها بشكل يومي، هنا مجموعة من النصاح والأدوات يقدمها تقنيين تساهم لو بشكل جزئي في للتحقق من التزييف العميق:

  • الإستعانة بالطرق اليدوية كالتركيز على لون البشرة والصوت و على حركات العينين والشفاه والحواجب وهل تتناسب مع ما يتحدث به الشخص ام لا، بالاضافة للإضاءة والانعكاسات هل هي طبيعية ام ولا حواف الصورة

  • منصة AI او Not : تمكن المستخدم من تحميل اي صوره والتحقق من اذا ما كانت صورة تم انشائها عبر الذكاء الاصطناعي ام لا

  • موقع DeepWare AI : منصة مجانية تساعد المستخدميين من تحميل اي مقطع فيديو يشتبه به والتاكد اذا ما تم التعرض الى تلاعب به ام لا

  • موقع Sensity AI : منصة ليست مجانية تساعد بشكل كبير في التحقق من التلاعب في الوسائط الرقمية من خلال عمل خبراء تقنيين للتأكد منها، لكن هده المنصه ليست بمقدرة كافة المستخدمنين من الوصول اليها لانها ليسه منصة مجانيه وهو ما يجعلها اداه ليست متاحة للجميع.



مصادر :



















٩ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page